تيسير الغول
عضو جديد
 عدد الرسائل : 9
البلد : لاردن
تاريخ التسجيل : 19/10/2009
 |  موضوع: العلماء والبطانة الصالحة/ تيسير الغول  الأربعاء ديسمبر 02, 2009 3:15 pm | |
|
العلماء والبطانة الصالحة .. أفادتْ مصادرُ إعلامية أن فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر
الشثري، عضو هيئة كبار العلماء، قد قدَّم استقالته إلى العاهل السعودي الملك عبد
الله بن عبد العزيز آل سعود. وذكرت المصادرُ أن
الملك عبد الله بن عبد العزيز قَبِلَ الاستقالة بناءً على رغبة الدكتور سعد الشثري
الذي أوضح أنه يريد التفرغ للأعمال العلمية والدعوية. وتأتي استقالة
الشثري بعد أيام من انتقادِه السماحَ بالاختلاط في جامعة "الملك عبد الله
للعلوم والتقنية" التي تَمَّ افتتاحُها مؤخرًا. وكان الشيخ قد دعا
إلى منع الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم وتشكيل لجنة شرعية تتفقد منهج
الجامعة ومدى توافقِها مع الشرع خلال إجابته على سؤال وجّه إليه من أحد المشاهدين
من قطر حول الاختلاط في الجامعة أثناء ظهوره في برنامج "الجواب الكافي"
بقناة "المجد". وأدَّت تصريحات
الشثري إلى حملةٍ عنيفة من الانتقادات ضد موقفه في عدد كبير من الصحف السعودية
والعربية، معتبرين أن القناة والشيخ الشثري تجاهَلَا الدور العلمي للجامعة وركَّزا
على أمر آخر ليس ذا أهمية. وبعد الحملة، اعتبر
الشثري أن ما نُقِل على لسانه حول الاختلاط تعرَّض للتحريف والتزوير، مؤكدًا دعمه
للجامعة، وتحدث في ردٍّ أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه "بعظم
دور هذه الجامعة وعظم الأهداف التي أُنشِئت لأجلها".والأستاذ الدكتور
الشثري عضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وحاصل على درجة الدكتوراة
في أصول الفقه مع حفظ القرآن, وأكمل دراستَه الجامعية في كلية الشريعة بالرياض،
ثُمَّ سمت همته لدراسة الماجستير، وأعد رسالته فيها بعنوان "التفريق بين
الأصول والفروع"، ثم أكمل دراسته للدكتوراة بعنوان "القطع والظن عند
الأصوليين" عام 1417هـ، ولا يزال مستمرًّا في عضويته لهيئة التدريس بكلية
الشريعة بالرياض لمقرراتِ مقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية، وأصول الفقه. يُشار
إلى أنه تُعدّ هذه المرة الثانية التي يقدم فيها أحد أعضاء هيئة كبار العلماء
استقالته, فقد سبق أن قدم الشيخ عبد الله بن القعود استقالته من الهيئة.وحول
ذلك الموضوع الساخن فقد علّق الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك عليه قائلاً:ثارت
ثائرة عدد من رؤساء الصحف المحلية على أحد أعضاء هيئة
كبار
العلماء الشيخ د / سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري لمّا بين حكم الاختلاط وانه يجب تنقية الجامعة من المخالفات الشرعية وما قاله الشيخ
سعد هو ما يقوله بقية أعضاء هيئة
كبار العلماء وغيرهم من أهل العلم، فما ذنب الشيخ
سعد
إذاً.
والاختلاط الذي لا يزال ينكره أهل العلم ليس قاصراً على الاختلاط في جامعة الملك عبدالله
للعلوم والتقنية لكن الذي خصه بالذكر أنه حدث جديد وإلا أهل العلم ينكرون كل الاختلاط الواقع في قطاعات العمل
الحكومية والأهلية كما في قطاع الصحة والإعلام والخطوط وبعض الشركات .
والموجب
للإنكار وتحريم الاختلاط انه متضمن للنظر الحرام والتبرج والسفور والخضوع في القول
والكلام الحرام ( المغازلة ) والخلوة وكل ذلك يجر إلى المراودة (التحرش)فهذا الاختلاط من أوسع أبوابِ نشر فاحشة
الزنا الذي سد الله كل طريق يفضي إليه ( وَلاَ
تَقْرَبُواْ
الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) وهذا الاختلاط هو جزء من توجه عريض هو
التبعية للغرب الكافر والخضوع لقوانينه.
وبعد : فلا بد أن نسجل أن العلماء الاتقياء الذين لا يخافون لومة لائم
هم البطانة الصالحة لولي الامر وأن الامة بأسرها تتطلع اليهم باحترام وتقدير
وإجلاء . وإن الواجب عليهم تذكير أولي الامر بما ينفع الامة غير ناظرين الى
الملامة أو الى المخاسر الدنيوية والاطماع الشخصية ولا ينظرون كذلك الى اختلاق
الاعذار الشرعية لولي الامر والتلاعب بالنصوص والفتاوى التي توافق أهواء أولي
الامر ورغباتهم ودنياهم. وعلى الامة كذلك أن لا تفرط بعلمائها ولا تأكل لحومهم والافتراء
عليهم بأنهم يقفون في طريق العلوم النافعة التي لا
تستغني عنها الأمة .أما ولاة الامور فعليهم أن يتقوا الله تعالى بمن يسدي اليهم
النصيحة ، وأن لا تأخذهم العزة بالاثم . بل عليهم أن يشكروا الله تعالى على
البطانة الصالحة التي هيئها الله تعالى لهم . فم هيأ الله تعالى له البطانة
الصالحة فإمنا يدل على محبة الله لولي الامر
فقد روى ابو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفه الا كانت له بطانتان : بطانه تأمره بالمعروف
وتحضه عليه , وبطانه تأمره بالشر وتحضه عليه ,
والمعصوم من عصمه الله .وذكر الماوردي أن المأمون
كتب في اختيار وزير : إني التمست لأموري رجلا
جامعا لخصال الخير :ذا عفة في خلائقه واستقامة
في طرائقه , هذبته الآداب وأحكمته
التجارب إن أتمن على الأسرار قام بها , وإن قٌلد مهمات الأمور
نهض بها , يسكته الحلم وينطقه
العلم وتكفيه اللحظة وتغنيه اللمحة له صولة
الأمراء
وأناة الحكماء وتواضع العلماء
وفهم
الفقهاء إن أُحسن إليه شكر و إن ابيُلي بالإساءة صبر لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده يسترق قلوب
الرجال
بخلابة لسانه وحسن بيانهقال شريح
بن عبيد : لم يكن في بنى اسرائيل ملك الا ومعه رجل حكيم , اذا راه غضبان كتب اليه صحائف في كل صحيفه ارحم المسكين
واخش الموت واذكر الاخره فكلما غضب الملك
ناوله الحكيم صحيفه حتى يسكن عضبه. . كان العالم
الجليل سعيد الحلبي أحد علماء الشام يجلس في المسجد الذي يدرس فيه طلبة العلم - فدخل عليه
المسجد - إبراهيم باشا أحد أمراء الشام , فقام أهل المسجد يسلمون عليه لمكانته ,
ولفت نظر إبراهيم باشا وجود الشيخ في مكانه ماداً رجليه ( أكرمكم
الله ) ولم يتحرك لإبراهيم باشا , فغضب لذلك وأراد أن يعرض على
الشيخ أمراً لعله يكون سبباً في إذلاله , فأرسل إليه احد حاشيته
بمبلغ كبير من المال ( لعلمه بفقر الشيخ ) فلما وصل إليه المرسل بالمال,
قال العالم الشيخ : ما هذا ؟؟؟ فقال له : هذا المال هدية لك من
إبراهيم باشا , عندها قال الشيخ : قل لإبراهيم باشا إن الذي يمد
رجليه لا يمد يديه.
وأخيراً
فإنه ليس لصاحب العلم ان يكتم عن السلطان نصيحة وان استقلها وموضع العالم من المملكه كموضع العينين من الرأس وكما ان المرآة لا تريك
وجهها الا بصفاء جوهرها وجودة صقلها
ونقائها من الصدأ كذلك السلطان لا يكمل امره الا بجودة
عقل من
حوله من أهل العلم والمشورة وأهل الحكمة . نسأل الله تعالى أن نكون عوناً للحق
ندور معه أينما دار . وأن لا نكون حصب جهنم لأهل الملك والسلطان وأن لا نكون عوناً
لهم على باطل ولا متساهلين معهم لأجل شهوة المال والسلطان ولا مارّين من على أبواب
قصورهم إلا لمنصحة في دين أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر. ولنتذكر جميعاً قول ابي حنيفة رضي الله عنه: إذا رايتم العلماء على ابواب
الامراء فاتهموهم
تيسير الغول taiseralghoul@yahoo.com
| |
|
